قتلوك حبيبي

قتلوك حبيبي


صمت وهدوء...بكاء وضجيج...ريح صافرة ووجوه حزينة.. جريمة بشعة ...أداة جارحة...ضحية ميته ...متهمة بريئة...وصرخة مدوّية يعاد صداها في أذني...
تقول (قتلوك حبيبي)

هكذا كانت نهايتي... كنت اسمع وأرى من تحت غطائي الأبيض...
أرى عيني أبي الغالي ..صديقي وسندي
وأمي العزيزة...أرضي وسمائي
وإخوتي وأخواتي الذين لم أبخل بحب واحد منهم
أراهم يبكون على رحيل ابنهم الغالي...على قتل زهرة مفعمة بالحب العالي...ويشيرون بأصبابع الاتهام إلى حبيبتي...التي كانت عالبعد تبكي وتتوسل أهلي بأن تلامس عيوني...وتقول لهم هم قتلوه وقتلوني...أحرقوا قلبي فمات من فيه...أعصبوا عيناي..فأسودّت الدنيا في عينيه... أخذوا روحي ..فمات حبيبي.
صدّقها يأبي..صدقيها يأمي..صدقوها يإخوتي...فإنها كانت في الهوى عشيقتي...ورفيقة عمري وحبيبتي.
هي لم تفعل سيئاً سوى أنها أخذت مني ما وهبته إياها...عيني التي لاأرى بها أنثى أجمل منها ...وروحي اللي تلامس عينيها...وقلبي الذي ينبض بدمائها... ترا مجرمة هي أم قاتلة حين تأخذ أشياءها.
اتركتها .. يأبي
فماحاجتي لجسدي إن أخذوا منه سرّ وجودي وفرحتي.
فربّما أكون سعيداً حين تعتني بهم وتنفض غبار الحزن عنهم...وتتباهي بأجود المقتنيات..
في معرض أو محفل أو في مكان ذا مجوهرات...
أو ربما باعتهم ... لتزداد ثراءً وغنى ...فحياتها مبنية على القرش والليرات...
علّموها أنّ الحبّ بدعة..وأنّ القلوب سلعة ...ومالعزة والكرامة إلا بكثرة الممتلكات...
كانهم نسوا أو تناسوا أن الناس جميعاً مدعوون ليوم لا تقبل فيه إلا الحسنات...
مامن فقير في هذه الدنيا ولا غني إلا ومات...
منذ متى أصبح الناس أعزّاء بأموالهم...وأبنائهم من بنين وبنات.
لم يكن هذا في دين محمد صلى الله عليه وسلم ولا في الانجيل والزبور ولا في التوراة.
اتركوني أكمل رسالتي وأكتب ماهو آت...
عرفت حبيبتي ولم يعرفوا أنّ قلبي أثمن مما عندها ...فأحبّت أن تستأثر به في هذه الحياة.
ورأت فقر جسدي فخافت على جوهرتها ...وراحت تطعنه بسموم الكلمات.
غير آبهة بما يحدث له من نزيف وجروح وكدمات.
لكنها لم تعرف ولن تعرف أنّ مثلي لايشترى ولا يباع.... وإني أغنى من كل ما فات.
ستذكرين ذلك في حياتك وفي جميع القصائد والابيات.
فأقبلي خذي أشياءكِ... ول
اتنسي أن تسجلي ذلك في دفتر الذكريات.
ولا تكذبي على نفسكِ ...و تقولي حظي ونصيبي...
وأخرجي من مسرح الجريمة ... وأكتفي بترديد ...
(قتلوك حبيبي)؟.