أحياناً يكون الصمت أبلغ من الكلام

.. تعودت أن لا أتكلم إذا ازداد بي الألــم ..

.. وأدركت أن صـمتي عـالمٌ لا يفـهـمه إلا أنــا ..



لقد عرفت أن الصـمت من أقوى لغـات العـالم ..

لـم أصدق في البداية أو أني بالأحـرى اعـتقدت أنها مبالغـه ،،

ولكـن عــند فـهمي لتلك العـبارة تغـيرت كـل اعتقاداتي و ظـنوني ،،

مـا أجـملها من لغـة ،، و لكــن لا يفهمها الا مـن مر بها و تعـمق في حـروفهـآ ،،



الصــمت

هوبحـرٌ مـليء بالأسـرار .. يـغني عن مئــات الكـلمات ،،

لـيس للصـمت أبـجديةٌ تخـصه... بـل هي لغة لا يتكـلم بها إلا من أحـب و أخـلص في حـبه..

مـا أجــمله من إحــساس ،،

حـين يكون في قلبك العـشرات ، بل المئـات من الكـلمات تود قولها و البوح بها ....

كـلماتٌ و عتاب و خـصام ،،

أو أحـاسيس و مـشاعر مـرهفه مـكنونة في صـدرك و تحـتاج من يتبــناهـا..

ولكــن

يــصل بك الطـريق الى مـا يسمونه بالـصــمت

و ياله مـن شعـور .. أن تكــون في قمـة السعادة والهـيام

ولا تـستطــيع التـعبير

فـيغلبك الــصـمت

أن تـضيق الدنيا عـليك بما رحــبت ،، و تـؤصد الأبواب في وجـهك و تـذكـر جـرحك الدامـي ،،

و تـحـاول جاهداً مـنع دمـوعك من أن تـذرف لتغـسل جـروح قلبك ..

و تـصـمت


عـندما تُخــانُ و تُظــلم و يُساء الظـن بك

و تـبحث عمـن يقف بجـانبك في محـنتك،، فلا تجـدهـم حـولك ..

ثـم تعـود و تدخـل في دوامة الصــمت

ليس لأنك لا تـستطـيع الكلام ، أو لجـهلك بما يدور حـولك ،،

و لكــن لأن مـا حولك لا يـستحق الكــلام .. !!


حـين تنـظر إلى عـينيه الدامعتين ،،

و الشوق يمـزق فؤادك،،

تـود لو تـذهب اليه و تـرتمي بين أحـضانه الدافئه ،،

و لكــن ...تــصـمت

أصـعب أنواع الصـمت .. حــين تحــبه .. و تحـــبه

بكــل ما تمـلك مـن جوارح .. حـين تـشعـر أنه جـزءٌ مـنك

و تــريد البـوح له ( أحـــــــــبك ) بأعـــلى صـــوت .. !!

و لكـــن .. يعــود الصــمت فيغـلبك .. !!

................................

هناك قصة تقول :

مر صديقَين :صياد وشاعر في غابة جميلة

هرباً من ضوضاء المدينة

وفجأة اخترق السكون صوت سرب من الطيور المغردة

فقام الصياد على الفور وأشهر بندقيته متصيّدا عدداً لابأس به من الطيور

نظر الشاعر بأسىً وقال : ياليتهم مروا ساكتين