يوميات "دائري جنوبي"

في يم من الأيام .....

يقوم المواطن البريء برفع يده بكل براءة لباص الدائري الجنوبي, فيهجم شوفير الباص عليه هجم والا شوي رح يدعسو.
يصعد الاخ المواطن ويستقبله المعاون بابتسامه عريضة وبقلو: هااااااات
يمد المواطن يده لجيبه وبطلع سبع ليرات (كانت خمسة بس مو رتفع المازوت صارت سبعة)
بطلع فيه المعاون وبقلو: خمصطعش
-لك ليش خمصطعش
-اي هي بطاقة ذهاب اياب
-وبركي انا رايح روحة بلا رجعة
-تصطفل المهم هات خمصطعش وبلا علاك (إذا سمحت)
المهم بيعطيه المواطن الخمصطعش ليرة مع انو مو مقتنع
وحتى لو ذهاب إياب بيطلعله ليرة لأنو 7+7 = 14 !!
بقول المواطن لحالو: يالله مو محرزة... وبطلّع هيك بدو يقعد على شي كرسي (والله يجعلو كرسي)
بطلّع بشوف كرسي مالو ضهرية وكرسي مالو جلد وكرسي مالو دعامات حديد وكرسي بيشبه كرسي الكهربا تبع الاعتراف وكرسي ماهو كرسي ونص كرسي وذكرى "عصابة الكف الزيرائوني" وذكرى من اب عزاب خيال الزرقا وبحبك موت وذكرا الشجعان الثلاثةو الخ الخ الخ ......والمفاجأة الاحلى والاروع انو مابلاقي ولا كرسي فاضي
امرو لله رح يضل ع الواقف... وبيسند ضهرو ع زيق الشباك,ولا بلاقي مأنشح أنشحة متأنشحة (هذا ان وجد الشباك) قد يكون الباص صيفي (بدون بلور يعني)
يتمسك المواطن بالعامود الفلتان اللذي فوقه حتى ما ينطبش, وفجأة فرام قوي بيوصل الاخ المواطن لجمب الشوفير وبقلو مرحبا, بيطلع شي تليتين اربعين خمسين سبعين ميتين راكب وما بضل محل لا لمسك العامود الفلتان ولا لسند الضهر ع الشباك اللي الله يجعلو شباك وبصير الاخ المواطن في عداد المفقودين.
(نزلنا ع اليمين لو سمحت) جملة يطلقها احد الجالسين على عرشه المزخرف فتنطلق العيون على العرش للانقضاض عليه علّه يستريح قليلا
ولحسن حظ اخونا بكون واقف فوق راس صاحب العرش وينقض على الكرسي وكان هذا اعظم انتصار له اليوم
يجلس السيد المواطن ويتفاخر ويجاكر اللي حوليه, وللصدفة يكون الكرسي فوق الاشطمان (مكان خروج الدخان من الباص)
ينظر المواطن فيرى اعجوبة: رسماً فنياً ساحراً خطتها اجر الشوفير الحنون
يرى الاشطمان يجعر الدخان الاسود جعر: اسود كحلي نيل متل مدخنة المعامل يخنق كل من يمر من جانب الباص, غمامة سوداء تحرق الاخضر واليابس, طاعون سل جرب ايدز كوليرا
ويضحك المواطن من سيارة مرت بجانب الباص وهو يسعل ويلعن ويسب ومن ثم يغلق شباك سيارته تلافيا للدخان بعد ما نتعل ابو فطاسو.
ويتابع الباص رحلته المسلية, وبعد شي خمسين ستين وقفة وقنفلة وجعر وعننننننن عن عننننننن
بيطلع المفتش: تزاكر تزاكررررررر تزاكر يا حباب
-تفضل هي تزكرتي
-تاني مرة لا تطعوج التزكرة
-حاضر
بينزل المفتش وبرجع بقلع الباص بعد ما يرجججججج كل الباص وتستمع الى صوت رجيج البلور مع المعدن وتنخض مصارين الركاب ويختنقو من ريحة بارفان الاشطمان
وماهي الا ثواني وبيطلع مفتش تاني وثالث ... الخ
بعد ذلك يخطر ببال الشوفير بعض الطرب لترفيه الركاب يعني يشغل المسجلة اللتي تخشخش على غنية تع بورد تع بورد تع تع بورد تع بورد تع الاصيلة و صوت البفل المبخوش يلعلع بحنية آسرة.... ياسلاااااااااااااااااااام شي رائع
وبينما الاخ المواطن مطروب تقف امامه امرأة عبتتلولح يمين شمال, فتتحرك به نخوة الشباب
تفضلي خاله ستريحي
-الله يرضى عليك يا ابني ولا يضيمك
-اهلين حجة
ينظر المواطن بنفسه ويقول لقد خسرت العرش
بعد شوي بصيح المعاون النخونجي: قعدو هالحريم ياشباااااب قعدو هالحريم!!!!!1
بطلع بلاقي كل الكراسي قاعدين عليها حريم والرجال واقفين ع الواقف, مابقى غير ينزلو الشباب ويكملو مشي لحتى تحظى النساء بفرصة ع الواقف
ثم يبعق المعاون والشوفير سويا: لقدام يا شباب قدمو لقدام الباص فاضي
اووووووف وصلنااااااا نزلنا ع اليمييييييييييييييييييييييييييييييييييييييين اذا سمحاااااااااااااااااااااااات بيبعق المواطن بعقققققققققققق مشان يصل الصوت للشوفير
وبعد قطع تنين كيلو متر بقول الشوفير: حدا نازل؟؟!!
يخفق قلب المواطن ويقول للشوفير اي خيو اي نزلنا كرمال الانبيا
تفضل (مع التحفظ)
يقف الباص نص وقفة مشان مايوقف ويطفى معو الباص, ولسا ما بيلحق يحط المواطن اجرو عالارض بدوس الشوفير مازوط وبيدعكل السيد المواطن المحترم ع الارض ويغطى بغمامة دخان الباص الاسود, فيقوم السيد المواطن المحترم وبنفض تيابو وبيمشي متبخترا متناسيا الذل اللذي عاشه لفترة ساعة كاملة.
و توتة خلصت الحتوتة!!!!!
المخلص: م.م.م.أنس النايف

هههههههههههه
حلوة كتير شغلة يا وااااال
العمى بس بجد الله يعين ركاب الدائري جنوبي