مفتي سوريا : ما نُسب إليّ من قول ( لو طلب مني النبي محمد أن أكفر بالمسيحية واليهودية لكفرت به ) كذب ، و أعوذ بالله منه
أكد سماحة الشيخ الدكتور أحمد بدر الدين حسّون المفتي العام للجمهورية العربية السورية رئيس مجلس الإفتاء الأعلى أن ما نُسب إليه في الصحافة من قول ( لو طلب مني النبي محمد أن أكفر بالمسيحية واليهودية لكفرت به ) هو كذب نُقل عنه خلال استقبال سماحته لوفد من طلاب جامعة جورج مايسون الأمريكية ، قائلاً : إن ما نٌسب إليّ هو كذب وبهتان أعوذ بالله منه ، حيث نشرت صحيفة القدس العربي في عددها رقم 6411 بتاريخ الثلاثاء 19 كانون الثاني – يناير - 2010 هذا العنوان الخاطئ و المجتزئ ثم عدلت عنه في عددها التالي في يوم الأربعاء وذلك بعد أن أرسلنا إليها توضيحاً لما ورد خلال اللقاء بالوفد .
جاء توضيح سماحة المفتي خلال كلمة سماحته في جامع الروضة عقب صلاة الجمعة يوم 5 شباط 2010 وذلك لإلحاح بعض الأخوة المصلين الذين طلبوا التوضيح .
وأضاف سماحته أنه من المؤسف أن تنشر بعض الصحف والمواقع العربية ما نشرته صحيفة القدس العربي في يومها الأول دون أن تنشر ما نشرته نفس الصحيفة في يومها الثاني مع أننا أرسلنا إلى تلك المواقع التصحيح والتنبيه على أن الخبر الموجود على مواقعهم هو خبر خاطئ ومجتزئ وأكدنا عدة مرات على ذلك ولكن دون جدوى.
وعن سبب عدم نشر سماحة المفتي العام لبيان رسمي يدحض فيه هذه الأقوال قال سماحته : لقد أرسلنا إلى صحيفة القدس العربي ردّنا واستجابت لذلك ، كما تلقينا الاتصالات من عدد من العلماء والكتّاب والصحفيين وبيّنا لهم حقيقة ما جرى خلال اللقاء مع الوفد وهو على الشكل التالي : إن كل الأنبياء أمة واحدة فإبراهيم وموسى وعيسى ومحمد صلوات الله عليهم جميعاً أمة واحدة فأي مسلم يكفر بعيسى أو بموسى فإن النبي محمد صلى الله عليه وسلم لا يقبله ، فنحن أمة لا نقتل أحداً لدينه ، وإن ما بيننا وبين اليهود حقوق مغتصبة ولم نقاتلهم يوماً لدينهم ، وقد كان هنا في حلب بعض التجار اليهود شركاء لمسلمين ، وكان واحد منهم يتعامل بيعاً وشراء مع جدي .
ولكن العجيب كما قال سماحته هو أن كثيراً من العلماء علّق وأفتى دون أن يتبيّن من الأمر متناسين قول الله تعالى : { يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا إِن جَاءكُمْ فَاسِقٌ بِنَبَأٍ فَتَبَيَّنُوا أَن تُصِيبُوا قَوْماً بِجَهَالَةٍ فَتُصْبِحُوا عَلَى مَا فَعَلْتُمْ نَادِمِينَ } الحجرات6 .
وأضاف سماحته إن ما يؤسف حقاً هو أننا نتوجه إلى تدمير بعضنا البعض بدل أن نتكامل فيما بيننا وفي وجه من يريد أن يفرق بين أبناء الأمة .
وختم سماحته قائلاً : اشهدوا عليّ أيها الناس أنني أسامح لوجه الله كل من تكلّم عليّ في ديني وعرضي لعلي أنال شفاعة الله تعالى يوم القيامة عملاً بقوله تعالى { سَيَجْزِيهِمْ وَصْفَهُمْ إِنَّهُ حِكِيمٌ عَلِيمٌ } الأنعام 139
والحمد لله رب العالمين