قبل مائتي سنة كان عدد السكان حوالي الثلاثمائة ألف نسمة ، فيهم مائتا ألف مسلم ، و ثلاثون ألف مسيحي ، و خمسة آلاف يهودي تقريباً .
و اللغة العربية باللهجة الحلبية هي الدارجة ، و يتكلم علية القوم و الحكام اللغة التركية ، على اعتبار أنها لغة الحكم .
فئات المجتمع :
و يشكل المجتمع ، الذي ينقسم إلى عدة فئات قومية ، و إثنية ، مثالاً رائعاً على التلاحم و الوحدة الوطنية ، فالمجتمع الحلبي كان يضم :
- العصملية : و هم الباشا التركي و حاشيته ، و يمثلون السلطان العثماني .
- الافندية : و هم العلماء ، و يتكلمون التركية و العربية ، و هم من أهل حلب ، و يشكلوا طبقة الموظفين .
- الأغوات : و هم مستأجري الأرض من السلطان العثماني ، و يتكلمون العربية و التركية ، و يشكلون طبقة الإقطاع الزراعي .
- الأشراف : و الذين يعود نسبهم إلى قريش و آل البيت ، و عمائمهم خضراء ، و لهم مزايا خاصة ، و يرأسهم نقيب الأشراف .
- التجار و الصناعيين : و عددهم كبير جدا ، و تجارتهم و صناعتهم صغيرة ، و لا يتميزوا بالغنى .
- النصارى : منذ مائتي سنة توجد عشرة طوائف مسيحية في حلب ، و كلها متعايشة مع بعضها ، و مع الطوائف الأخرى :
ستة طوائف كاثوليك ، و أربع طوائف أرثوذكس ، و جميعهم عرب سوريين حلبيين ، و لكن تأثرت طوائفهم بكنائس الروم و الأرمن و السريان و الموارنة و اللاتين و اليسوعيين، و حديثا نسبيا أضيفت طائفتي بروتستانت.
و يؤدون عباداتهم و صلواتهم باللغة الارمنية و السريانية و اليونانية ، التي يتقنها رجال الدين فقط ، و يتكلمون جميعا اللغة العربية باللهجة الحلبية .
- اليهود : و يقطنون في حي بندرة اليهود الذي هدم ،و أقيم مكانه مشروع باب الفرج حاليا ، و يوجد لديهم كنيس واحد تم ترميمه و هو مغلق حالياً و يقع خلف السجل العقاري في محلة السبع بحرات ،و يحجون إلى كنيس موجود في قرية تادف ، و يعملون في مجال الصرافة و التجارة ، و الفقراء منهم يعملون في مجال السمسرة و البقالة .
- البدو : يقطنون الضواحي في بيوت و خيم متواضعة ، و يعمل رجالهم كعمال عاديين ، و تعمل بعض نساؤهم كمرضعات .
- التركمان : يقطنون الضواحي ، و يعملون في الزراعة ، و كحداة للجمال ( الحادي هو من يقود الجمل ) ، و يتكلمون التركية بلهجة خاصة بهم .
- الأكراد : و يقطنون في الضواحي في حارة الأكراد ، و يضعون على رؤوسهم غطاء خاص من اللباد ، يسمى القاووق ، و يلفونه بشاش ابيض .
- الجنكنا : أو القرباط ، و يسكنون الخيام، و يتكلمون لغة خاصة بهم فيها مفردات عربية ، و يعتقد أنهم من قبائل الغجر التي تجوب العالم .