أحقا إفترقنا ؟؟

أحقا إفترقنا ؟؟

------------------------------------------------

يا أغلى من على الأرضِ

أحقاً إفترقنا ؟؟

أحقاً مات كل من على الارضِ .... ؟؟

أحقاً بقيت وحدي

أبحث عنكِ في كل الجهات

بالطول ... و بالعرضِ ...... ؟؟

.

.

.
و أستيقظُ صباحاً

أفتح عيني للحياة وألمحُ سَقفَ غُرفتي

فأشعُرُ بالألم والإحباط

لإكتشافي بأنني مازلت على قيد الحياة

و أن فراقكِ لم يكن (كابوسَ) ليلةٍ عابرةٍ

و أن هناك معاناةٌ ما سَتبدأ بعد قليل

مع واقع لا يحتويكِ ....

فأُغمضُ عيني مرةً أخرى

لا شيءَ بعدكِ يستحقُّ الاستيقاظ....

لا شيءَ بعدكِ يستحقُّ الاستمرار

لا شيءَ بعدكِ يستحق شيء




و أمدُّ يدي إلى هاتفي

أُنيرهُ في عتمةِ الظلمة

أبحثُ فيهِ عن أي شيء منكِ

يَمنحُني الفَرَح

فلا أجدُ سِوى شبحِ غيابٍ مقيتْ

أقذفهُ بعيداً عني

وأجلسُ على سريري

أنكمشُ على نفسي

أضعُ رأسي على رُكبتي

يُخَيَّلُ إليَّ أنّي أرتَعِشُ أمَام واقعِ فِراقكِ

كَطِفلٍ نامَ بأحضانِ والديهِ بأمان

واستيقظَ لا أحدَ فوقَ الأرضِ سِواه !!




و

أتحركُ من سريري باتجاه مرآتي

أبتسم للشاب الذي أراه في المرآة

أوشك على سؤاله من هو ؟

لكني أرتعبُ حين أدقق فى وجهه

أنه يشبهني

حتماً هو ليس أنا

هو يَكبُرُني بعشراتِ السنين

هو على وجهِهِ علاماتُ الحُزنِ والإنكسار

و أنا وجهي شموخُ الأرض كان به



و

يرعبني تَخَيُّلُ أنهُ أنا

و أن فِراقكِ قد تلاعبَ بعجلةِ عُمري

فنقلني ليلةَ الأمس

مِن ربيعِ العُمر إلى خريفه




إنَّ صدمَة رحيلك قد قَذَفَتْ بي

مِن شُموخِ الحُزنِ إلى إنكساره

أهي صدمة الفراق

أم هو ذبول الحزن ؟؟




نعم !!



إنه ذبولُ الحُزنِ الذي يُباغِتُ ربيعنا ذاتُ غَدر

فلا لا يبقي منا ولا يَذَرْ




و


أرسُمُ على وَجْهي إبتسامة

أُتقن إختيار أقنعةِ الفَرَحِ قبل الخُروجِ إليهم

أرتدي أجمل ما لدي

وأغمرني بالعطر الذي

أرسلتيه إليَّ ذاتَ مَرّة

فهناكَ يَجلِسُ أباً مُسِنّاً

عاشَ عُمرَهُ يَمنَحُني الفَرَح

وعجوزٌ ضَحَّت مِن أجل سَعادتي بالكثير

فألقي بنفسي في أحضَانِهم بدلال

وأضْحَكُ معهم بِصَوتٍ مُرتفع

وفي داخلي تبكيكِ

أشياء .. وأشياء .. وأشياء !!




و

أُغادِرُ منزلي

أتجهُ لزيارة جدتي

أجلِسُ تَحتَ (السِّدرة العتيقة) في البيت الكبير

أتأرجَحُ بأرجوحة ( الحبال)

فجدتي ما زالت تُصِرُّ على العَيشِ فى منزلها القديم

تقولُ أنها تُخَبِىءُ فى الجُدرانِ عِطرَ جَدّي

وأنها في ترابِ البيتِ تَشمُّ عَبيرَ شَبابها

فأُقَبُّلُ رأسَها وأتَجاهل نظراتها لي

أخشى سؤالها عنكِ

فهى إعتادت أن أثرثر بكِ كلما دخلت عليها

هي اليوم لم تفعل

وقد لا تفعل !!



و

أظنها شعرت بكل شيء


وشعرت عندها أنها تخفي دموعها عني

عندها أدركت أنها تعلم

إلتصقت بها أكثر

دفنت وجهي بها وبكيت !!!




و

أغادرها

أتجول بسيارتي بلا هدف

كأنى أبحثُ عنك فى زِحامهم

أسمعُ (الأماكن) وأغالبُ البُكاء

وأبحثُ عن مكانٍ جمعني بِكِ

فلا أجدْ !!!

لم تجمعني بك الأماكن يوماً

لا شيء في وطني يربطني بكِ

ولا شيء في وطنك يذكركِ بي

فمرورك لم يكن ( حولي )

كي أُغيّرَ المكان

مرورك كان .. بي !!

فكيف أغير .......(بي) !!




و

أتّجهُ إلى البحر

أقفُ فوقَ شاطىءِ البحرِ وحدى

تخنقني العَبرة عند رؤيته

ويُخَيّلُ إليَّ أنها أيضاً تخنقها

فكم وقفتُ على هذا البحر

و كم حدثتُهُ عنكِ

و كم كتبتُ اسمكِ على رمالهِ

وكم لعبتُ في أمواجهِ

وكم وقفتُ في مُنتصفهِ

وصرختُ متحدياً فيروز بأعلى صوت

ما أصغَرَ بَحركِ يا فيروز

وما أقرب سماكِ

أنا أحبها أكبرُ من البحرِ وأبعدَ من السماء

فاسال البحر في وطني إن زرتَهُ يوماً


كم أحببتك !!!







و

أجلسُ فوقَ سجادة صلاتي

أرفع يدي للدعاءِ بنسيانكِ

أتراجع , يُرعبني نسيانكِ

فمن نفس هذا المكان

رفعتُ يدي ليالٍ أدعو الله أن تكوني لي ومعي

ومن نفس هذا المكان

دعوتُ الله أن تكوني أسعَدَ خلقهِ في كونه

ولم أستخره بكِ يوماً

كنتُ أخشى أن تكوني شرّاً

فيبعدكِ اللهُ عني !!!

فأنتِ لم تكوني شيئاً عاديّاً في حياتي

لم تكوني إحساساً عابراً

لم تكوني مرضاً يُمكن الشِفاءُ منهُ

أنتِ كُنتِ في عمري

شيئا يفوق ......عمري !!











منقول و معدل عليه انشالله يكون عجبكن الموضوع ....


MAD_FOX